مركز هيا الثقافي

مركز هيا الثقافي

يُعدّ مركز هيا الثقافي قرية ثقافية وترفيهية للأطفال، وهو الأول من نوعه على المستوى المحلي عند افتتاحه في 14 تشرين الثاني 1976، من قِبل صاحبَي الجلالة المغفور لهما الملك الحسين بن طلال والملكة علياء الحسين، ترافقهما سمو الأميرة هيا بنت الحسين التي يحمل المركز اسم سموّها، وهي الرئيسة الفخرية للمركز.

وتروي سمو الأميرة هيا قصة افتتاح المركز بقولها: "حين كنت ما أزال طفلة صغيرة، اصطحبني والداي الراحلان جلالة الملك الحسين وجلالة الملكة علياء لافتتاح مركز هيا الثقافي. لم أعِ حينها وأنا أقصّ الشريط أنني أمام ما سيشكّل منارة للفن والثقافة في الأردن، وأن حياتي كطفلة وحياة العديد من الأطفال ستتبلور هنا. لطالما آمن والداي بأهمية خلق بيئة آمنة لأطفال الأردن لتترعرع مواهبهم وتنضج قدراتهم وتمتدّ صداقاتهم، فكان لهم ما أرادوا عندما تأسس مركز هيا الثقافي عام 1976، وأعتقد أنها كانت من أجمل الهدايا التي حصل عليها والدي لشدّة ما أرادها!".

وتضيف سموّ الأميرة هيا: "قضيت أيام طفولتي بين أركان مركز هيا الثقافي، فأصبح لي منزلاً ثانياً يحمل بين جدرانه الذكريات والضحكات والنجاحات. وها هي الأعوام تمرّ ليتخرج جيل تلو جيل ويسطع نورهم في مجتمعاتنا. لا شك أن مركز هيا الثقافي قد ترك بصمة في حياتي وحياة أطفاله وكان لِلَمستِه أثر كبير في مسيرة كلّ منا. لا يسعني إلّا أن أشعر بفخر كبير وأنا أراه لا يتوانى لحظةً عن تطوير برامجه وزيادة أنشطته وصقل مواهب الأطفال وتعزيز قدراتهم ليبدعوا في مجالاتهم ويكونوا لنا قادة المستقبل الكفؤين والمعطائين".

ويهدف المركز إلى تطوير قدرات الأطفال ومهاراتهم الفنية والثقافية، وصقل مواهبهم واستثمار قدراتهم وتحفيزها. وهو يخدم الأطفال ضمن الفئة العمرية 6-13 سنة، والشباب ضمن الفئة العمرية 14-18 سنة من خلال البرامج التطوعية والثقافية والإبداعية.

ويقدم المركز عروضاً مسرحية يومية للأطفال والزوار، إلى جانب الدورات المتخصصة والمعارض الفنية التي ينظمها. وهو يحرص على التنوع في برامجه لحفز الأطفال على حرية الاختيار، ومنحهم فرصة لتحديد ميولهم وتنمية شخصياتهم، ومن هذه البرامج: أكاديمية مواهب الصغار، والبرنامج التدريبي على حقوق الطفل.

ونفّذ المركز العديد من البرامج خلال مسيرته، منها برامج توعوية بهدف ترشيد استهلاك المياه ومكافحة التدخين والمخدرات.

وفي عام ٢٠١٤ شهد المركز تحسينات وتجديدات واسعة شملت جميع مرافقه. وهو يضم أقساماً تتميز بحداثتها ومواكبتها لتطورات العصر ومقتضياته، مثل مكتبة "ميكروسوفت" ومكتبة تشتمل على كتب ثقافية وترفيهية، والقبة الفلكية التي تعدّ وسيلة علمية تعمل على تبسيط المفاهيم الفلكية للأطفال من خلال جهاز "عرض النجوم" الوحيد في الأردن الذي بدأ استخدامه في عام 1993.

ويوجد في المركز متحف للعلوم يحتوي على العديد من المواد التي تدخل في المنهاج الدراسي، ومن فعالياته دورة عن المياه وأخرى عن جيولوجية الأرض، بهدف تبسيط ما جاء في الكتب على أرض الواقع.

ويعمل المركز على استقبال زواره من طلبة المدارس الحكومية والخاصة ومدارس وكالة الغوث، ويتميز بعلاقاته مع معظم الوزارات والمنظمات والمؤسسات المحلية والدولية، مثل أمانة عمان الكبرى ومنظمة اليونيسف ومنظمة اليونسكو.