التراث السياسي

التراث السياسي

يمتدّ التراث السياسي في الدولة الأردنية الحديثة إلى حوالي قرن من الزمان، وتحديداً إلى زمن تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، حيث حدثت تطورات سياسية كبيرة كان ملوك بني هاشم أبرز صنّاعها والمؤثرين فيها، ابتداء من الملك المؤسس عبدالله بن الحسين مروراً بالملك طلال بن عبدالله ثم الملك الحسين بن طلال الذي سلّم الراية للملك عبدالله الثاني ابن الحسين، خير خلَف لخير سلَف.

وكان لهذه التطورات الدور الكبير في ترسيخ قواعد الدولة الأردنية واستقلالها وتطورها في المجالات كافة، وعلى وجه الخصوص في المجال السياسي.

ويتسع نطاق الإرث السياسي ليشمل سِيَر أعضاء الأسرة الهاشمية الحاكمة، والتعريف بالديوان الملكي الهاشمي العامر، مؤسسة العرش التي تعدّ أعرق المؤسسات التي نشأت في الدولة الأردنية والتي تعمل على متابعة تنفيذ القرارات والتوجيهات والإرادات الملكية السامية وفقاً لما نصّ عليه الدستور.

كما يشمل هذا الإرث تاريخ القصور الملكية بوصفها مقر مؤسسة الحكم، وسِيَر رؤساء الديوان الملكي الهاشمي، ووزراء البلاط، ورؤساء التشريفات. كما ينضوي تحته الأوسمة الملكية والمراسم الملكية ومقتنيات الهاشميين التي تحتضنها دائرة العهدة الملكية.

ولمّا كان الدستور الأردني من أبرز معالم الحياة السياسية وأركانها، تمّ تناول مراحل تطوره بدءاً من القانون الأساسي (1928) مروراً بدستور 1946، ثم دستور 1952 الذي أصبح نظام الحكم بموجبه نيابياً ملكياً وراثياً، ومن ثم التعديلات الدستورية عام 2011 التي هدفت إلى تعزيز الحياة الديمقراطية وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات الثلاث والسير نحو مزيد من الإصلاح السياسي.

وتندرج المناسبات الوطنية ضمن التراث السياسي أيضاً، وهي ترتبط بأحداث ومحطات تاريخية بارزة كان لها دور كبير في نهضة الدولة الأردنية واستقلالها والدفاع عنها ورفعة شأنها، ومن أبرزها: ذكرى الثورة العربية ويوم الجيش، وعيد الاستقلال، وذكرى تعريب قيادة الجيش العربي، وذكرى معركة الكرامة، ويوم الوفاء والبيعة، وعيد الجلوس الملكي، ويوم الوفاء للمحاربين القدامى.

ومن معالم التراث السياسي أيضاً: الرايات والشعارات الأردنية الهاشمية التي لها دلالاتها التاريخية والسياسية التي تؤكد على الشرعية التاريخية والدينية للأسرة الهاشمية المالكة وجذور الدولة الأردنية الوريث الوحيد والشرعي لمشروع النهضة العربية الكبرى.

وضمن هذا التراث، تبرز المؤتمرات الوطنية التي جسّدت آمال الأردنيين وتطلعاتهم، ومنها المؤتمر الوطني الأول (1928)، ومؤتمر الميثاق الوطني (1990/1991). تضاف إليها مؤتمرات القمة العربية التي عُقدت في الأردن والتي تُظهر دور الهاشميين في تعزيز التضامن العربي وإسهام الأردن في تحقيق التقارب بين أبناء الأمة.

ويتناول التراث السياسي أيضاً التطور الذي شهدته أسماء كلٍّ من الدولة الأردنية الحديثة والديوان الملكي الهاشمي والحكومة الأردنية.