سعادة الشيخ فؤاد الخطيب

سعادة الشيخ فؤاد الخطيب

هو أحد الشخصيات العربية التي اشتهرت في زمن الثورة العربية الكبرى، وهو شاعر وأديب وصحفي وكاتب ومدرس، بالإضافة إلى كونه سياسيا ورجل دولة، وتنقل في عمله بين عدة دول عربية وإسلامية.

وينتمي لإحدى الأسر اللبنانية المعروفة بالعلم والأدب والفقه. وقد ولد في بلدة (شحيم) بالقرب من بيروت من قضاء الشوف في جبل لبنان، وهناك اختلاف في المصادر التي ترجمت له. حول سنة ولادته، فهناك مصادر ذكرت بأنه ولد في عام 1296هـ / 1879، أو في 1297هـ / 1880م. أو في عام 1301هـ / 1882-1883، ولكن من المرجح انه ولد في 1296-1297هـ / 1879-1880م ونشأ الخطيب وترعرع في بيت والديه في بلدة شحيم ، حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة طانيوس بالشويفات ، وواصل تعليمه الإعدادي والثانوي في كلية سوق الغرب، وبعد ذلك التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت. وفي أثناء دراسته الجامعية عرف عنه نشاطه السياسي والشعري والخطابي، وفي عام 1904م شارك في الجمعيات العربية السورية التي كانت تطالب بإعطاء العرب حقهم في الحرية، وقد تخرج في الجامعة في 1904، وبعد تخرجه أقام لفترة في بيروت، يمارس نشاطه الشعري والأدبي فيها.

وبعد فترة انتقل فؤاد الخطيب إلى خارج وطنه ليبدأ حياته الوظيفية أو العملية، حيث عين مدرسا للغة العربية والتاريخ العربي في مدرسة الكلية الأرثوذكسية في مدينة يافا (فلسطين) واستمر في التدريس فيها حتى 1909م، وفي تلك السنة كان عضوا بارزا في جمعية المنتدى العربي، وبعد الانقلاب الاتحادي على السلطان عبد الحميد الثاني، صدر الأمر بإلقاء القبض عليه ، وحكم عليه بالإعدام غيابا بسبب نشاطه المعادي للاتحاديين ، وأثناء ذلك هرب سرا إلى مصر ، حيث أقام في القاهرة خلال عامي 1909-1910م، وأقام علاقة مع كبار الأدباء والشعراء المصريين، أمثال أحمد شوقي وخليل مطران واسماعيل صبري وحافظ ابراهيم، وقد صدر له الجزء الأول من ديوانه الشعري في القاهرة ، وفي 1910م انتقل الى السودان ليعمل مدرسا للغة العربية وآدابها في كلية (غوردون) في الخرطوم، واستمر فيها حتى 1916م.

في عام 1916م وأثناء إعلان الثورة العربية الكبرى من قبل الشريف الحسين بن علي ، انتقل فؤاد الخطيب من السودان الى مكة المكرمة ليعمل في الحكومة العربية الهاشمية، محررا لجريدة( القبلة) وهي الجريدة الرسمية للحكومة العربية في الحجاز، ثم عين وكيلا للخارجية في تلك الحكومة، وفي عام 1917م عين وزيرا للخارجية في نفس الحكومة، وحضر مع فيصل بن الحسين مؤتمر الصلح في فرساي (فرنسا) عام 1919م، وفي تلك السنة عين أمينا للشؤون الخارجية في الحكومة الفيصلية بدمشق، واستمر في منصبه حتى سقوط تلك الحكومة من قبل الفرنسيين في عام 1920م، استدعي مرة أخرى الى مكة المكرمة ليتولى وزارة الخارجية في حكومة الحجاز الهاشمية، واستمر في ذلك المنصب حتى عام 1924م، وبعد خروج الشريف الحسين بن علي من الحجاز، اتجه الخطيب إلى شرقي الأردن ، حيث واصل عمله في الدولة الأردنية، وفي عام 1926م عين مستشارا لسمو الأمير عبد الله بن الحسين واستمر في منصبه هذا حتى 1933م.

تولى السيد فؤاد الخطيب منصب رئيس الديوان الأميري بالوكالة خلفا للسيد حامد الوادي، وخلال الفترة (1 / 6 / 1933م- 16 / 7 / 1933م) ثم أعيد تعيينه بتاريخ 1 / 10 / 1934-31 / 10 / 1934. واستمر في العمل بالديوان الأميري كمستشار لسمو الأمير عبدالله ، حتى عام 1940م، ثم عاد الى لبنان، وأقام في منطقة برج البراجنة (احدى ضواحي بيروت) واعتزل الحياة السياسية، وانصرف إلى الشعر والأدب والدراسة ، وبقي كذلك حتى نهاية الحرب العالمية، في عام 1945م تم استدعاؤه من قبل الملك عبد العزيز بن سعود إلى الرياض ، وعينه مستشارا له، واستمر حتى 1947م، وفي تلك السنة عينته الحكومة السعودية وزيرا مفوضا ثم سفيرا في كابول ( عاصمة افغانستان) واستمر في هذا العمل حتى وفاته.

ترك فؤاد الخطيب عددا من المؤلفات والمقالات والقصائد الشعرية، وله العديد من المحاضرات والندوات الأدبية في المجامع العلمية نشرت في الصحف والمجلات، ومن أهم مؤلفاته:

1- ديوان الخطيب (ج1) ، مطبعة المنار / القاهرة / 1910م.

2- ديوان الخطيب (ج 1+2) ، دار المعارف / القاهرة / 1959م.

3- مسرحية شعرية( فتح الأندلس)، مطبعة ابن زيدون / دمشق / 1931م.

4- فؤاد اللغة العربية( مطبوع).

5- جغرافية البلاد العربية( مفقود).

6- تاريخ الأدب العربي( محاضرات).

7- نظرا في تاريخ الجاهلية وآدابها( مخطوط لم يتمه).

8- مذكراته ( مخطوط) لم تطبع.

وله قصائد منشورة في جريدتي الأهرام والمؤيد، بالإضافة الى عدد من المقالات والمحاضرات التي نشرت في الجرائد والجلات لم تجمع حتى الآن.

توفي السيد فؤاد الخطيب في مدينة كابول في يوم 15 رمضان ه – 15 نيسان 1957م، أثر سكتة قلبية مفاجئة، نجمت عن انسداد في الشريان التاجي، وقد تم نقل جثمانه الى مسقط رأسه ( شحيم) حيث تم دفنه هناك.