راية المملكة الأردنية الهاشمية

شكل ومقاييس الراية الأردنية في دستور عام 1952م

راية المملكة الأردنية الهاشمية

بعد معركة ميسلون (24 تموز 1920) وخروج الملك فيصل من سوريا، أصبح شرق الأردن مركزاً للأحرار العرب، فاتصل زعماء الحركة العربية ورجال السياسة وشيوخ القبائل بالشريف الحسين بن علي يطلبون إليه إرسال أحد أبنائه لتحرير سوريا من الاستعمار الفرنسي، وفي الأثناء عقدَ أهل شرق الأردن مؤتمر أم قيس يوم 2 أيلول 1920، واتفقوا على الدعوة لإنشاء حكومة عربية، وطالبوا أن يكون لهذه الحكومة أميرٌ عربي، وقد كُلف سمو الأمير عبدالله بهذه المهمة، فتوجه إلى معان فوصلها في 21 تشرين الأول 1920، برفقة عدد كبير من الأشراف، وكانت راية الثورة العربية الكبرى وراية الأشراف حمراء اللون تتقدمان قواتِ سمو الأمير الذي أعلن نفسه نائباً للملك فيصل في شرقي الأردن، ودعا أعضاءَ المؤتمر السوري العام للاجتماع به في معان، وأصدر منشوراً عاماً يدعو لوحدة الوطن السوري، وطرد المعتدين الفرنسيين، ورفع راية الدولة العربية التي استُخدمت احتفالاً بتتويج فيصل ملكاً على سوريا الطبيعية، وهي عبارة عن علَم الثورة العربية مع إضافة نجمة بيضاء في المثلث الأحمر، على اعتبار أن سوريا هي الدولة العربية الأولى المستقلة التي تنبثق عن الدولة العربية الهاشمية في الحجاز.

وصل سمو الأمير عبدالله إلى عمّان يوم 2 آذار 1921، فاستقبله الأردنيون، وقد خاطب سموّه المرحّبين به قائلاً: "وما جاء بي إلى هنا إلّا حميتي، وما تَحمّله والدي من العبء الثقيل، ولو كان لي سبعون نفساً وبذلتُها في سبيل الأمة، لَما عددتُ نفسي أني فعلت شيئاً". وشرع سموّه في تأسيس إمارة شرق الأردن، وقيادة مرحلة التأسيس والاستقلال، فقام بتأليف أول حكومة أردنية مركزية بتاريخ 11 نيسان 1921، تحت اسم "حكومة الشرق العربي"، وتميزت هذه الحكومة التي رأسها رشيد طليع بطابعٍ عربي.

وظل علَم الدولة العربية في سوريا ذو النجمة السباعية علَماً للإمارة، مع تبديل في ترتيب الألوان تَقرّر بموجب قرار مجلس الوكلاء والإرادة السنيّة الوارد في العدد رقم (568) من صحيفة "القبلة" (13 آذار 1922)، ونَصّ على "جعل الأبيض وسطاً، والأخضر في محلّ الأبيض، والأسود في محلّه كما كان بصفته الأصلية".

وفي عام 1928 صدر القانون الأساسي الذي بيّن شكل راية شرق الأردن ومقاييسها، وفي 25 أيار 1946 وقّع الأمير عبدالله بن الحسين قرار الاستقلال الذي تضمّن إعلان الأردن بلاداً مستقلة استقلالاً تاماً، ومبايعة الأمير عبدالله ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية، تلاه صدور دستور المملكة الأردنية الهاشمية (1946) الذي نُشر في العدد رقم (886) من الجريدة الرسمية (1 شباط 1947)، والذي بيّن في المادة الرابعة شكل الراية الأردنية ومقاييسها كما يلي:

"طولها ضعْفُ عرضها، وتُقسم أفقياً إلى ثلاث قطع متساوية متوازية، العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء، يوضع عليها من ناحية السارية مثلث قائم أحمر قاعدته مساوية لعرض الراية وارتفاعه مساوٍ لنصف طولها، وفي هذا المثلث كوكب أبيض سباعي الأشعة مساحتـه مما يمكن أن تستوعبه دائرة قُطْرها واحد من أربعة عشر من طول الراية، وهو موضوع بحيث يكون وسطه عند نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث وبحيث يكون المحور المارّ من أحد الرؤوس موازياً لقاعدة هذا المثلث".

كما ورد في دستور عام 1952 الذي صدر في عهد الملك طلال بن عبدالله، شكلُ الراية الأردنية ومقاييسها.

وتُرفرف راية المملكة الأردنية الهاشمية على سارية رغدان التي شُيدت في حرَم الديوان الملكي الهاشمي العامر في عام 2003 ويبلغ ارتفاعها ما يقارب 126،8 متراً. وجرت مراسم رفع الراية برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.

ويحدّد قانون الأعلام الأردنية لسنة 2004 الأحكام والشروط الخاصة برفع العلَم الأردني، بما في ذلك الأماكن والمباني التي يتوجب رفعه عليها، والأوقات والمناسبات التي يتم رفعه خلالها، ومكانه بين الأعلام الأخرى، ومكان السارية الخاصة به وطولها، وشروط صنعها، وكيفية استبدال راية جديدة بالراية الأردنية، وطريقة إتلاف الراية القديمة، والترتيبات المتعلقة باستخدام الراية في مراسم الجنازات الخاصة، بالإضافة إلى مواد أخرى تنظم عملية استعمال الراية الأردنية.

شكل ومقايس راية إمارة شرق الأردن في القانون الأساسي عام 1928م

دلالات راية المملكة الأردنية الهاشمية

اللون الأسود: راية العقاب، وهي راية الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم. وقد اتخذه العباسيون شعاراً لهم.

اللون الأبيض: راية الدولة الأموية.

اللون الأخضر: راية الدولة الفاطمية، وشعار آل البيت.

اللون الأحمر (المثلث): راية الهاشميين منذ عهد جدّهم الشريف أبي نُمّي.

الكوكب الأبيض السباعي (النجمة السباعية): يرمز إلى السبع المثاني في فاتحة كتاب الله العزيز التي تتألف من سبع آيات.

النشيد الوطني الأردني -السلام الملكي الأردني

هو تعبيرٌ فنّي من الموسيقى والشعر يرمز إلى الذات الملَكية أو ما يمثلها في المناسبات الرسمية، كما يرمز إلى المملكة الأردنية الهاشمية، تم تبنّيه بصيغته الحالية عام 1946، وهو من كلمات الشاعر عبدالمنعم الرفاعي وألحان عبدالقادر التنّير.

والمقطع الذي يُعزف في النشيد الوطني الأردني (السلام الملكي الأردني)، تمثّله كلمات مقدمة النشيد:

"عـاشَ المـليــك	 	عـاش المـليــك
ســـاميــاً مقامــــــــــــُــــه
خافقاتٍ في المعالي أعلامه".
أما بقية كلمات النشيد فهي:                                                                  
"نحن أحــرزنا المنى	يومَ أحييــتَ لنـا		نـهضـةً تـحفــزُنـــــــــــا
تتسامى فوق هامِ الشهبِ
يا مـليـكَ العربِ		لكَ مـن خـيرِ نبي	شـــــــرفٌ فــــــي النَّسَــــبِ
حــدّثتْ عنــــه بـطونُ الكتبِ
الشـبابُ الأمجــدُ		جنــدُك المجنـَّـدُ		عـزمـــــــــــــُه لا يخمــدُ
فيه من معناكَ رمزُ الدأبِ
دمتَ نـوراً وهدى		في الـبرايـا سـيّدا		هــــانــــــــئــاً ممجَّـــــــــداً
تحتَ أعلامِك مجـدُ العربِ".

نشيد العلَم الأردني

خافـــقٌ في المعالـــــــي والمنى      عربيّ الظـــــلال والسَّنـــــا
في الذُّرى والأعالــــــــــــــــــي      فوقَ هـــــــــــــــامِ الرجالِ
زاهياَ أهيبا
حيــَّـهِ في الصبــــــاح والسُّرى      فــــي ابتسامِ الأقاحِ والشذى
يـــا شعـــــــــــــــارَ الجـــــلالِ     والتمــــــــــــــــاعَ الجمــــالِ
والإباء في الرُّبى
من نسيــــــجِ الجهــــادِ والفــِدا    واحتــدامِ الطــــراد في المدى
 مـــن صفـــــــــاءِ الليــــــالــــي     وانــطلاقِ الخيــــــــــــــــــالِ      
 ساجياً طيّبا 
سِـــــرْ بنـــا للفخــــار والعُلا   وادْعنـــــــا للنفارِ جحفـــــلا  
فـــــــــي مجــــــــــــــال الطعانِ  وانفــــجارِ الزمــــــــــــــــــانِ  
ظافراً أغلبا

الشاعر عبدالمنعم الرفاعي