

صَرْح الراية
شُيّد صَرْحُ الراية في عهد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في إحدى باحات الديوان الملكي الهاشمي العامر عام 2016، تخليداً لذكرى مرور مئة عام على الثورة العربية الكبرى.
تم تنفيذ فكرة الصرح الذي يتكون من مبنى الراية، والميدان، والنصب التذكاري، بناءً على تصميم قدّمه قسم الهندسة والعمارة في الجامعة الهاشمية، فاز بالمرتبة الأولى في مسابقة هندسية طرحها الديوان الملكي الهاشمي وشملت كلياتِ الهندسة المعمارية في الجامعات الأردنية.
ويقوم النصب على تشكيل معماريّ ثلاثيّ الأبعاد أفقياً وعمودياً. فعلى المستوى الأفقيّ يوجد أربع منصّات تجسّد الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والسياسية التي أرست دعائم الأردن الحديث. ويخترق المنصةَ التي تجسّد البعدَ العسكريَّ شريطٌ أحمر يرمز إلى الثورة العربية الكبرى بوصفها شريانَ الدم الذي يغذّي الرسالة الهاشمية المكرَّسة لبناء أردن الشموخ والعزة والصمود. كما يرمز اللون الأحمر إلى التضحيات التي روتْ تراب الوطن.
وعلى المستوى العمودي، يمتدّ الشريط ليخترق العمودَ الرئيسيَّ في النصب مستمرّاً إلى النجمة السباعية البيضاء في الراية الأردنية. وتلتفّ حول العمود الذي يمثل الثقلَ الرئيسي في التكوين المعماري، مجموعةٌ من التشكيلات الهندسية المفتوحة على بعضها بعضاً لتعبّر عن الإنجازات الوطنية واستمراريتها من الماضي إلى الحاضر وباتجاه المستقبل. وتحمل هذه التشكيلات الألوانَ الثلاثة الأخرى للراية الأردنية والمكمّلة للّون الأحمر (لون الرّاية الهاشمية) الذي يظهر على العمود المركزي. وترمز أعمدة الإنشاء المعدني إلى الحداثة في الأردن، أما الخلفية للعمود والتي تشكّل مركزَ ثقلٍ راسخاً في التشكيل فتمثّل النهضةَ والتطور في عهد الهاشميين عبرَ الحِقَب. ويحيط بالنصب من الجانبين 12 من أشجار السرو لرمز إلى محافظات المملكة الاثنتي عشرة.
أما ميدان الراية فتقام فيه الاحتفالات الوطنية، كالاحتفال بمئوية الثورة العربية الكبرى الذي أقيم يوم 10 حزيران 2016، والاستعراضات العسكرية، ومراسم رفع العلَم وتسليم الرايات في المناسبات الوطنية والخاصة، كالاستعراض العسكري الكبير الذي أقيم يوم 28 آذار 2017 بمناسبة زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية إلى المملكة الأردنية الهاشمية. وتتسع مدرجات الميدان لحوالي خمسة آلاف شخص.
أما المبنى الموجود في الصرح، فقد صُمِّم هندسيّاً ليجمع بين الحداثة والأصالة، وهو مكوَّن من طابقين وأربعة أجنحة تضمّ مكاتب واستراحات وقاعات منها قاعة مخصّصة لعرض الأوسمة الملكية. وتطلّ الشرفة الملكية في المبنى على ميدان الراية.