عيد الجلوس الملكي

عيد الجلوس الملكي

9حزيران 1999

يحتفل الأردنيون في التاسع من حزيران بذكرى جلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على عرش المملكة الأردنية الهاشمية وهم يواصلون مسيرة الخير والبناء بكل مشاعر الفخر والولاء لعميد آل البيت وحامل الراية الهاشمية خير خلَف لخير سلَف.

فقد عمل جلالته منذ اعتلائه العرش في 7 شباط 1999، على ترسيخ مؤسسات الدولة، وتحقيق التنمية بمفهومها الشامل والمستدام، وإرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة، ودعم مسيرة السلام العالمي وتعزيزها، كما نهض جلالته بمسؤولياته تجاه أمتيه العربية والإسلامية وخدمة قضاياهما العادلة، من أجل تحقيق الأفضل لشعوبهما في حياة حرة وكريمة، مستنداً إلى إرثٍ هاشمي نبيل، ومحبّةِ شعبٍ أبيّ كريم، وتقديرٍ عربيّ وعالميّ لدور الأردن الرياديّ في المسيرة الإنسانية بعامة.

وشكّل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، نموذجاً للدولة القوية الراسخة، والتي تسير وفق خطط علمية وعملية لإنجاز عملية الإصلاح الشامل، وتقوية النسيج الاجتماعي، وتعزيز المواطنة الفاعلة، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية، وصون حقوق الإنسان، وتعزيز الحوار وقبول الآخر، وإرساء مبادئ سيادة القانون.

وعمل جلالته من خلال جهود مكثفة ودؤوبة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لتحقيق الأفضل للمواطن الأردني ولمستوى دخله ومعيشته، وتحسين نوعية الخدمات المقدَّمة له، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية في المملكة.

واستُحدثت في عهد جلالته، مؤسسات ديمقراطية لتعزيز سيادة القانون وتطبيق العدالة، أهمها المحكمة الدستورية، والهيئة المستقلة للانتخاب، وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، واللجنة الملكية لتطوير الجهاز القضائي وتعزيز سيادة القانون. كما شهد القضاء في عهد جلالته تطورات إصلاحية أسهمت في تعزيز دوره النزيه والعادل.

وشهد عهد جلالته خطوات هدفت لتعزيز الإصلاح، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية، وإشراك المواطنين في عملية صنع القرار، عبر إقرار حزمة من القوانين والتشريعات الإصلاحية، إضافة إلى إجراء الانتخابات البلدية واللّامركزية التي أنتجت تمثيلاً شعبياً يُعَدّ الأكبر في تاريخ الأردن.

وشهد عهد جلالة الملك عبدالله الثاني تطوراً كبيراً في مجال التنمية الاقتصادية، تَمثّلَ في انتقال الأردن لمرحلة تحرير التجارة واقتصاد السوق، وزيادة حجم الاستثمار والتطوير الصناعي والتكنولوجي، وتوقيع العديد من اتفاقيات التجارة الحرة.

ونالت القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، نصيباً وافراً من رعاية جلالة الملك، فشهدت قفزات نوعية بالتجهيز ومواكبة أحدث الأساليب العسكرية، إضافة إلى دقة التدريب والانضباط. كما تنوعت الوظائف والأدوار التي أصبحت تؤديها المؤسسة العسكرية الأردنية بوصفها مؤسسة وطنية تنموية على المستويات المحلية والعربية والدولية من خلال اشتراكها في إسناد جهود المحافظة على الأمن والسلم في مناطق النزاعات في العالم.

ويواصل الأردن بقيادة جلالته، دوره التاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والحفاظ على عروبة القدس وهويتها بدعمِ أهلها وتثبيتهم وتعزيز وجودهم، وتأكيد حق الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، والعمل من أجل سلام عادل وشامل، يجنّب المنطقة والعالم المزيد من الصراعات والحروب.

واستمرت جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم التعاون العربي وإزالة الخلافات بين الدول الشقيقة، والوصول إلى استراتيجية تكفل للأمة العربية تعاونها وتضامنها وبلوغ أهدافها القومية. واتسم نهج جلالته في مجال السياسة الخارجية بالصراحة والوضوح والدبلوماسية التي تعمل على تعزيز البناء مع جميع الدول على أسس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحلّ النـزاعات بالطرق السلمية.

ودولياً، رسمت لقاءات جلالة الملك ومباحثاته في المحافل الدولية، نهجاً واضحاً في التعاطي مع قضايا وأزمات المنطقة والعالم، حيث كان لمشاركات جلالته الصدى البارز والأثر الجليّ في توضيح صورة الإسلام السمحة، والعمل بتنسيق مستمر مع الأطراف الفاعلة لمكافحة الإرهاب والتصدي لعصاباته المتطرفة، حفظاً للأمن والسلم العالميين.

معرض الصور
[vls_gf_album id="1166"]